الـــعـــــــــالــم الــعـربــى
اهلا بك عضونا العالمى الجديد فى منتديات العالم العربى
نتمنى لك الاستفاده والمتعه والوقت الشيق
مع تحيات اداره العالم العربى
الـــعـــــــــالــم الــعـربــى
اهلا بك عضونا العالمى الجديد فى منتديات العالم العربى
نتمنى لك الاستفاده والمتعه والوقت الشيق
مع تحيات اداره العالم العربى
الـــعـــــــــالــم الــعـربــى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الـــعـــــــــالــم الــعـربــى



 
الرئيسيةبوابه العالم الأحدث الصورالتسجيلدخول
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين @ اهلا بكم اخواني واخواتي في منتديات العالم العربي بعد الافتتاح الجديد العالم العربي بثوبه الجديد ونتمني من كافه الاعضاء النهوض معنا بمستوي المنتدي حتي يصبح منتدي العالم العربي لكل الشباب العربي مع تحيات اداره المنتدي
 
 

 

 مؤامرة السيطرة علي مصر في شهر الثورة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احلام الشمس
مشرفه قسم
مشرفه قسم
احلام الشمس


انثى
تاريخ التسجيل : 05/08/2010
عدد المساهمات : 434
نقاط : 948
السٌّمعَة : 1

مؤامرة السيطرة علي مصر في شهر الثورة Empty
مُساهمةموضوع: مؤامرة السيطرة علي مصر في شهر الثورة   مؤامرة السيطرة علي مصر في شهر الثورة Emptyالجمعة أغسطس 13, 2010 11:10 am


[url=http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=73807]تصدرت الفقرة
التالية أحد مقالات ملف أعدته مجلة الإيكونوميست عن مصر في الأسبوع
الماضي:
[/url]
مؤامرة السيطرة علي مصر في شهر الثورة 3%28616%29

[url=http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=73807][/url]
[url=http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=73807] (علي مر التاريخ طمع الكثيرون دائما في مصر[/url]
والأسباب وجيهة،
فهي غنية بالموارد وموقعها متميز، يمكن من خلالها السيطرة علي مواقع المتمردين سواء
كان

بالنسبة للفرس أو الآشوريين أو الإغريق أو الرومان، وقد حاول العرب المسلمون
والأتراك العثمانيون ونابليون

من فرنسا والصليبيون وبريطانيا وتيمور لنك وهتلر،
كلهم حاولوا الحصول علي مصر ولكنهم فشلوا.. وقد حاولت القوي

العظمي خلال الحرب
الباردة بسط نفوذها علي مصر، إلا أنها تعاملت مع القوتين علي حد سواء، غير أن
محاولات أمريكا نجحت في النهاية).
وبقدر ما تتضمن هذه الفقرة معلومات قد
تثير إعجاب بعض المصريين، إلا أنها كذلك تضمنت معلومات مغلوطة، سياسيا وتاريخيا، ما
أعطي فكرة عن المستوي المهني لمجلة بهذا الحجم، وهي تعد ملفا بتلك الأهمية، عن دولة
بهذه المكانة والتأثير.
مصر، وإن كان موقعها مميزا، إلا أنها ليست غنية
بالموارد، بل إن مشكلتها الأساسية هي أنها بلد ثري بالبشر الذين لم تمنحهم الطبيعة
ثروات مقابلة باستثناء مياه النيل . وهذا التميز الجغرافي لم يكن دوره التاريخي
بالنسبة للطامعين فيه هو السيطرة علي المتمردين.. وإنما السيطرة علي خطوط التحرك
بين القارات القديمة في الحضارات السالفة.. برا وبحرا.. ثم خطوط الربط بين
المستعمرات وأماكن النفوذ في الإمبراطوريات الأحدث.
وإذا كان الفتح
الإسلامي لمصر محاولة للسيطرة العربية علي البلد، فإن هذا لم ينته منذ 1400 سنة، مع
الوضع في الاعتبار أنني لا أراه

(سيطرة)، وأما العثمانيون فقد ضموا مصر إلي
إمبراطوريتهم منذ عام 1517، وبقيت تحت ولاية اسطنبول إلي سقوط الخلافة العثمانية
بعيد

الحرب العالمية الأولي، حتي وإن كان نابليون قد احتلها 3 سنوات، وحقق لها
الوالي محمد علي بدءاً من عام 1805 قدرا من الاستقلال

عن الآستانة، وقد احتلها
البريطانيون 70 عاما - لا أعرف كيف تخطئ مجلة بريطانية في هذا - وكانت محاولات
المحور الفاشلة عبر معركة

العلمين غزو مصر في الحرب العالمية الثانية هي المعلومة
شبه الوحيدة الدقيقة في تلك الفقرة.. في حين انحازت مصر في الستينيات

إلي الصديق
السوفيتي خلال الحرب الباردة حتي لو كانت هناك قنوات قد فتحت مع الولايات المتحدة..
وأما محاولات أمريكا التي يتحدث

عنها المقال فهي لم تنجح في النهاية كما يدعيه.

إن مجلة بريطانية رصينة بهذا القدر من المكانة والتأثير والذيوع يجب أن
تخجل حين تتصدر مقال فيها فقرة بهذا المستوي الضحل

علميا ومعلوماتيا.. وعلي هذا
الأساس يمكن أن نخضع بقية تفاصيل المقال والملف للتقييم.
في عيد
الثورة

غير أن مصر كانت ولم تزل مطمعا، ولعلها صدفة أن يصدر هذا
المقال في أسبوع احتفالنا بعيد ثورة يوليو.. التي

قضت علي مرحلة الاستحلاب
البريطاني لمصر.
وبغض النظر عن أن الإيكونوميست تغافلت عن حقيقة أن البلد
تمكن لأول مرة منذ سنوات بعيدة، وفي عصر مبارك دون غيره، من

أن يحقق السيطرة
الكاملة علي بقاعه الجغرافية وحدوده الكاملة لحظة تحرير سيناء كاملة من الاحتلال
الإسرائيلي، بموجب اتفاق السلام، وهو

إنجاز تاريخي لم يحققه (غير مبارك) أي زعيم
مصري حديث.. فقد ظل هذا البلد (المطمع) مستهدفا بكل السبل.. مابين الإغواء والضغط..


بالعصا والجزرة.. وتلك هي مأساة الموقع الجغرافي المميز ودرامية المكانة المصرية
الثقافية والحضارية.. علي الرغم من تغنينا بعبقرية

هذا وروعة ذاك.
لقد وصفت
الإيكونوميست مصر في هذا المقال بأنها (الشرطي الأمريكي)، وعلي غلاف العدد قالت
عنها إنها (حليف الغرب)، وعلي الرغم

ن أن المجلة الاقتصادية العريقة توصف بين نخبة
العالم بأنها (الجناح الصحفي المعبر عن حلف الناتو)، ولسان ميراث الاستعمار
الأوروبي خصوصا البريطاني بكل يمينيته، فإنها انتقدت تلك المواصفات في مصر بعد أن
أقرت بها.. بافتراض أن مصر هي (شرطي أمريكي) وبافتراض أنها (حليف الغرب).. وحتي لو
كان وصف مصر بأنها حليف الغرب مقصده استثارة الاهتمام بين القراء الأوروبيين.. فإن
اللغة التي كتب بها هذا المقال تحديدا في إطار هذا الملف لاتصب إلا في اتجاه خدمة
الأهداف السياسية التي يستفيد منها التطرف الديني بتياراته والدول الإقليمية
المعبرة عنه سياسيا.. وبحيث إنك تشك بجزم في أن المجلة تتقمص دور (الخلية الصحفية
اليقظة لتنظيم القاعدة).. أو أنها علي أقل تقدير أصبحت تميل إلي اتجاه جريدة
الجارديان الراديكالية والتي أصبحت منبرا لمقالات كُتَّاب من الإخوان المسلمين ومن
هم علي شاكلتهم.
الموجة الثانية

بشكل عام - علي
أن نحلل التفاصيل فيما بعد - كان ملف الإيكونوميست عنصرا محوريا فيما يمكن أن أصفه
بأنه (شهر كبيس إعلاميا) تعرضت له مصر في عديد من صحف العالم، وتنوعت فيه الإساءات،
وبما يظهر أن البلد يتعرض لحملة منظمة، تمثل في تقديري ما قد يكون الموجة الثانية
من الاستهداف الغربي - الأمريكي.. في أعقاب الموجة الأولي التي بدأت قبل غزو العراق
وتصاعدت فيما بعده وطوال فترة حكم الرئيس بوش.. ولست أدري ما هذا البلد الذي يوصف
بأنه (شرطي أمريكي) ويتعرض إلي كل تلك النيران.. فما بالنا لو أنه لم يكن كما تصفه
تلك الدوائر الإعلامية في بلاد من يرون أنهم حلفاء؟!
إن سبل إرضاخ الدول
تختلف من بلد إلي آخر، وإذا كان العراق قد أرضخ حتي انمحي بأن تم غزوه، فإن مصر لما
لها من مكانة ولما فيها من شعب عريق، وبسبب ضخامتها التي تستعصي علي عمليات من هذا
النوع.. لأنها لو جرت لانفجر الشرق الأوسط كله لقرون انفجارا كاملا، إنما تتعرض
للضغوط باستخدام أدوات مختلفة الأبرز منها الآن هو الإعلام.
ومفتاح الأسباب
هو قضية فلسطين، إذ تصور الكثيرون أن توقيع مصر لاتفاق السلام مع إسرائيل يعني أنها
يمكن أن تقبل التضحية بالحقوق الفلسطينية، بل المساعدة علي أن تهدر إلي الأبد، ولأن
مصر رفضت تسليم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلي مذبح مفاوضات كامب ديفيد في
نهاية عصر كلينتون، وتركت للفلسطينيين أن يقرروا ما يريدون بخصوص حقوقهم لاسيما في
القدس.. كان أن تعرض أبو عمار إلي حصار شديد حتي توفاه الله.. وكان أن بدأت الحملة
الأمريكية الأشرس علي مصر.. مع صعود الحديث في عصر بوش حول النظم العربية التقليدية
التي وصفت بأنها تستفيد من القضية الفلسطينية ولا تريد حلا لها.
وعلي غير
ما هو سائد في المفهوم العام، فإن الحملة السياسية - الإعلامية التي استهدفت مصر،
من إدارة من يوصف بأنه (الحليف)، لم تبدأ عقب الإعلان عن عملية (تصدير
الديموقراطية) إلي منطقة الشرق الأوسط، وبعد غزو العراق في 2003، وإنما بدأت عمليا
بعد فترة من الوقت تباعد فيها بوش عن قضية فلسطين.. ثم حين قرر أن يخوض فيها كان أن
اتهمت إدارته الأنظمة العربية الرئيسية وفي مقدمتها مصر بأنها (لا تريد الحل)، ورسخ
الإعلام الأمريكي مفهوم (الاستفادة من التعقيد)، وفيما بعد تطورت الرسالة إلي مرحلة
ضرورة أن تتم عملية تغيير لتلك الأنظمة علي أساس أنها الادعاء بأنها تستبد
بشعوبها.. وأنها تستغل القضية الفلسطينية في ذلك.. وأن ذلك الاستبداد هو الذي يؤدي
إلي مزيد من التطرف الذي يؤدي إلي تهديد الأمن القومي الأمريكي الذي أنتج أحداث 11
سبتمبر.
بهذا المقياس، وعلي الرغم من أنه يحسب للرئيس مبارك قدرته
التاريخية علي الصمود أمام طوفان الضغوط المتنوع في عصر إدارة بوش، إلي أن ذهب بوش
نفسه دون أن يحقق أياً من أهدافه، مورثا للأمة الأمريكية بين المسلمين كراهية لا
نظير لها، وإقليماً لا استقرار فيه، وعراقاً لا أمل في أن يعود موحدا هادئا كما
كان، فإن الحملة علي مصر.. التي نشهد الموجة الثانية لها.. عمرها الآن عشر سنوات..
حتي وإن كانت قد شهدت نوعا من الكمون في السنة الأولي من عمر إدارة أوباما.

تداخل إسرائيل

لا يمكن القول إن إدارة أوباما
متورطة في هذا، لكن الكمون الذي شهدته اتجاهات اليمين المحافظ خلال عامه الأول، لا
يعني أنه انتهي، هذا التيار نفسه المرتبط بإسرائيل جوهريا وبنائيا هو نفسه الذي شن
علي مصر حملة صاخبة قصدت إثناء أوباما عن أن يختار مصر مقرا لخطابه الشهير في جامعة
القاهرة، سرعان ما خفتت ثم عادت من جديد.. لاسيما أن أوباما نفسه لم يتمسك بما
أورده في خطابه بشأن الحقوق الفلسطينية.. وهبت الحملة مجددا لأسباب لها علاقة
مباشرة بالقضية الفلسطينية.. حتي وإن اتخذت صورا تتعلق بالديموقراطية ومسألة
المستقبل السياسي في مصر.
إن الجديد المتصاعد في هذا الاتجاه هو التداخل
الإعلامي الإسرائيلي المباشر في الحملة علي إدارة مصر وحكمها.. وهو ما بلغ ذروته
خلال الأسبوعين الأخيرين.. بل تبوأ موقع التصدر في الحملة.. والظهور العلني فيه..
بعد أن كان يفعل ذلك عدد من الصحف الأمريكية المرتبطة بدوائر إسرائيلية بعينها..
وحتي لو كانت مجلة الإيكونوميست قد تصدرها ملف ضخم في العدد الأخير بخصوص مصر.. فإن
هذا ليس بعيدا عن الحملة الإسرائيلية التي تصب في ذات الاتجاه.. وإذا كانت هي تركز
علي ترديد شائعات وأقاويل علي صحة الرئيس.. فإن الإيكونوميست ذهبت إلي ما هو أبعد
من ذلك.. ربما كاشفة عن الحلم الإسرائيلي وهو أن تقع فوضي في مصر.
في 4
مارس الماضي، كتبت في صدارة الصفحة الأولي من جريدة روزاليوسف اليومية مقالا بعنوان
(المستفيد الأول إسرائيل).. تحدثت فيه عن سيناريوهات المنطقة ما بعد إتمام التسوية
بين الفلسطينيين وإسرائيل، أيا ما كان نوع التسوية وبافتراض عدالتها، وأيا ما كانت
المدة الزمنية التي سوف تحدث عندها التسوية، وقلت وقتها إن إسرائيل لن تسعد بالطبع
حين تجد إلي جوارها جارا كبيرا جدا مثل مصر.. لديه معها اتفاق سلام.. وقد تخلص من
أعباء عرقلته 60 عاما تمثلت في القضية الفلسطينية.. التي كانت لها آثار علي أوضاعه
حربا وسلما.. وأنها لا يمكن أن تقبل أن يتفرغ هذا الجار من أجل بناء نفسه بدون
احتمالات مزعجة علي الحدود.. ومن ثم فإن علينا أن نتوقع عمليات مختلفة لإلهاب
الواقع المصري الداخلي وتقويض استقراره.. سواء طائفيا أو عرقيا.. أو حتي علي مستوي
المياه.. وغير ذلك.
ومازلت أومن بهذه النظرية بل إن إيماني بها لا يقف عند
توقع حدوث ذلك عقب إتمام التسوية، وإنما إلي أن إسرائيل بدأت بالفعل في القيام
بتصرفات لا تعبر عن (حسن النوايا)، وحتي لو كان بيننا وبينها (معاهدة سلام)، فإنها
تمارس نوعا من التآمر المهدد للمصالح المصرية.. سواء علي المستوي الاستراتيجي أو
باستخدام آليات مكشوفة إعلامية وسياسية تسعي إلي تحقيق تأثير في الاستقرار المصري
عبر أتفه الأساليب وهو نشر الشائعات.
دفع غزة

علي
المستوي الاستراتيجي، لاشك أن تعليق الوضع القانوني لقطاع غزة.. بعد الانسحاب
الإسرائيلي الذي لم ينه الاحتلال، مثل تفجيرا في أوضاع الجغرافيا الفلسطينية كانت
تل أبيب تعرف أنه سوف يمثل مشكلة ديموجرافية وجغرافية وأمنية لمصر.. وقد مضت في
ذلك.. مرة بالضغط العسكري الذي أدي إلي دفع السكان إلي الحدود مع مصر.. ومرة بإطباق
الحصار علي القطاع ما أدي إلي تصدير المشكلة برمتها سياسيا وإنسانيا وإعلاميا إلي
مصر.. ومرات من خلال طرح المشروع المعلن الذي يقول بنقل تبعية القطاع إلي مصر.. وهو
الأمر الذي كان فكرة.. وكان يتكرر طرحه مرة في السنة.. ثم في غضون الأشهر الأخيرة
أصبح يتردد علي ألسنة الساسة الإسرائيليين أو في الصحف علي الأقل مرة كل أسبوع.

إن عملية دفع غزة إلي مصر.. سواء بالضغط علي السكان.. أو بتفجير المشكلة
الإنسانية.. أو بطرح النقل الجغرافي الكامل.. هو تهديد لا يمكن إنكاره لمصالح مصر..
فضلا عن كونه يهدد المصالح العربية برمتها من خلال إذابة الحقوق الفلسطينية وتقسيم
الأراضي المحتلة في عام 1967.. والتهام المتاح منها بالاستيطان.
إن تصرفات
حركة حماس، وفق ما هو معروف، تؤدي لاشك إلي إعطاء هذه السيناريوهات قدراً من الزخم
والطاقة التي تدفعها إلي التجسد واقعا، لولا انتباه مصر إلي ما يجري.. وتحملها
لأعباء كثيرة معنوية وسياسية لكانت كوارث عديدة قد وقعت، لكن هذا ليس هو الموضوع
الآن.
وإذا كانت مجلة الإيكونوميست تدعو إلي إشراك الإخوان تمثيلا في
الحكم، وتجربة هذا التنظيم المتطرف بشكل أو آخر، ولو بضم عناصر منه إلي المجالس
المحلية وإلي الحكومة، اتساقا مع توجهات في بعض مراكز الدراسات الغربية والأمريكية
دعت إلي استيعاب المتطرفين - أي الرضوخ لابتزازهم - فإن إسرائيل في غضون الثلاث
سنوات الأخيرة كانت تقوم بعمل منظم يؤدي إلي ترسيخ وجود حماس في غزة.. وتمدد
سيطرتها علي القطاع.. وتكريس انفصالها عن الضفة.. وبما في ذلك أحد وجوه مبررات
ونتائج حرب غزة.
وفي السياق ذاته فإن سوء النوايا الإسرائيلية تجاه مصر،
سياسيا وإعلاميا، أثر بشكل سلبي علي توجهات الاعتدال السلمية التي تتبناها مصر، وقد
تعمدت إسرائيل هذا، مرة من خلال عدم تفاعلها مع التوجهات المعتدلة بالاستجابة مثلا
لمبادرة السلام العربية.. ومرة من خلال مزيد من التعنت الذي يمثله الرئيس محمود
عباس.. ومرات من خلال الادعاء بأن هناك مصالح مصرية من مواجهة البرنامج النووي
الإيراني وأن هناك توافقا بين مصر وإسرائيل علي ذلك.
لقد كانت تلك
الترديدات تصدر أولا من تل أبيب، ثم تعود وتنعكس علي كتابات عربية إقليمية ومصرية
في الداخل وبما يخدم خطاب التطرف، في حين أن لدي مصر مواقف محددة من السباق النووي
في المنطقة، إن كان الإسهام فيه من قبل إيران.. أو من جانب إسرائيل.

إن
بعثرة الفخاخ في طريق الشريك الذي وقع اتفاق سلام صامد منذ 30 عاما لا يعبر أبدا عن
حسن النوايا.. ولا شك أنه لا يخدم توجهات السلام.. وفي العام الأخير.. وصولا إلي
الشهر الذي يكاد ينتهي فإن الصحافة الإسرائيلية - التي لا أفصلها عن المؤسسة
الإسرائيلية برمتها مهما بلغت درجة حريتها ومهما جري التشدق بديموقراطية الدولة
الإسرائيلية - تحولت تلك الصحافة إلي محاولة ممارسة التأثير علي الداخل المصري من
خلال كتابات محددة وفي توقيتات بعينها.
بالريموت كنترول


مفتاح هذه العملية الإسرائيلية، هو أن المؤسسة في تل أبيب تدرك أن الصحف
المصرية خصوصا والعربية عموما إنما تقع أسيرة لأي رواية ترد في الصحافة الإسرائيلية
كما لو أنها حقائق مجردة.. وبحيث إن ما يكتب هناك صار نوعا من (الطعم المكشوف) الذي
تبتلعه أسماك ساذجة.. تتعامل معه علي أنه حقائق.. وتبدأ في ترديد التحليلات
والتقولات حوله.. كما لو أن بعض الصحف المصرية والعربية تدار بالريموت المجهول في
يد ما في تل أبيب.
هذا التصرف له تراث في الصحافة العربية، والمصرية، ففي
وقت الحرب كانت الصحف العربية تنقل عن الصحافة الإسرائيلية وفق منطق (اعرف عدوك)..
وقد كان النقل مقيدا فيما مضي.. وفي إطار التوجهات الاستراتيجية وبالتحليل وليس
النقل الحرفي.. غير أنه مع انتشار الإنترنت.. وما يمكن القول أنه دراسات أجريت في
إسرائيل حول التعامل مع الصحافة الإسرائيلية كمصدر في الصحافة العربية والمصرية..
أدي إلي اتساع الأمر.. خصوصا بعد ظهور الموقع العربي لجريدة يديعوت أحرونوت لفترة..
ثبت من خلالها أنه يتم النقل منه مباشرة وبصفة مستمرة.. بعدها تم إغلاقه.. مع نمو
الاتجاه للنقل من صحافة إسرائيل.. وبحيث لا يقتصر اللجوء إليها من مصدر واحد فقط..
فأصبحت الصحف المصرية وأيضا الصحف العربية تنقل من جميع الإصدارات.. وقد ساهم في
هذا توافر المطبوعات الإسرائيلية علي شبكة الإنترنت باللغة الإنجليزية.. بخلاف
العبرية.. فأصبح عدد من يترجمون عنها متضاعفا.

عمليا تعمقت الظاهرة عربيا
مع اهتمام مجموعة من الصحف الشهيرة بالكتابات الإسرائيلية لأسباب سياسية، وهي
للطرافة صحف تتبع توجهات معادية لإسرائيل.. ورسخت (القدس) في لندن هذا التوجه وخصصت
صفحة لصحافة إسرائيل فترة طويلة من الوقت، وفي كنفها واصلت ذلك (السفير)، ومن ثم
(الأخبار) اللبنانيتان.. ومضت نحو هذا الاتجاه مراكز دراسات بين الرصينة وغير ذلك..
مثل مركز دراسات حماس.. ومركز دراسات الزيتونة.. في حين أن الصحافة المصرية
المستجدة - خصوصا الحزبية والخاصة - راحت تنهل مما يرد في صحافة إسرائيل دونما
تدقيق وبصفة مستمرة إلي اليوم.
ومع صعود الحراك السياسي في مصر، وتأسيس
عديد من المواقع الإلكترونية التي يعتمد بعضها علي ترجمة المواقع الإسرائيلية
مباشرة بحثا عن أخبار مثيرة أو ذات صيغة سياسية جذابة، فإن الإسرائيليين انتبهوا
بالتأكيد إلي أن مواقع مصرية كثيرة راحت تنقل منهم بصورة شبه يومية.
إن
الصحافة لدي إسرائيل متطورة بالتأكيد، ولكنها ظلت لفترة طويلة جدا غير واسعة
التأثير لأنها تصدر بلغة غير معروفة علي نطاق واسع، وإذا كانت تلك الحقيقة لا تنفي
أبدا حقيقة أهم.. وهي أنه في غضون سنوات التسعينيات والثمانينيات كان يمكن أن تلحظ
أن ما يكتب في إسرائيل يمكن أن تجد ترديدا له في غضون أيام في الصحافة الغربية
والأمريكية.. خصوصا الجيروزاليم بوست.. إلي أن اتسع نطاق هذا مع ثورة الإنترنت
وصدور الطبعات الإنجليزية الإلكترونية للصحف الإسرائيلية.
لكن هذا التطور،
لا يعكس إخلاصا للإنسانية، وهو يخدم مصالح الدولة الإسرائيلية في الأساس، أيا ما
كان اختلاف توجهات الصحف مع الإدارة الحاكمة.. وتظهر التحليلات المباشرة والمبسطة
أنه مهما بلغت حدة الاختلاف مع الحكومة الموجودة فإن الصحف الإسرائيلية لديها وعي
كامل من أعلي إلي أسفل بجميع مصالح الدولة العبرية.. ويمكنها أن تعزف نغمة واحدة في
أي توقيت.. في ضوء العلاقة المباشرة بين الصحفيين والمؤسسات الصحفية الإسرائيلية
وكل مؤسسات الدولة الإسرائيلية.. وفي الأساس نتيجة لعملية تعليمية معقدة تزرع هذه
التوجهات في الصحفيين قبل أن يصبحوا صحفيين.
أربع مرات


في العام الماضي، لجأت الصحافة الإسرائيلية إلي العبث ضد المصالح المصرية..
واستهداف الاستقرار المصري.. بشكل مباشر.. ويمكن رصد مجموعة من الوقائع المتعمدة..
والتي افتقدت مقومات الدقة.. وقوام المصداقية.. لكنها نشرت علي نطاق واسع.. ونقلتها
عديد من الصحف المصرية عن إسرائيل بطريقة ساذجة جدا.. ما حقق الأهداف الإسرائيلية
بكل بساطة.
حين زار شيمون بيريز الرئيس مبارك عقب وفاة حفيده في مايو قبل
الماضي فإن صحفيين إسرائيليين عادوا إلي بلدهم وكتبوا تقارير عن أن الرئيس يمر
بحالة مزاجية سيئة.. وأنه يتجه إلي اتخاذ قرارات مصيرية.
حين سافر الرئيس
مبارك لإجراء جراحة استئصال المرارة في هايدلبرج كان أول من ردد وعلي نطاق واسع
وبصورة متكررة تقارير غير دقيقة عن الحالة الصحية للرئيس هي صحف إسرائيل.. لقد سجلت
هذا تباعا في باب اسمه «الملخص السياسي» في «روزاليوسف» اليومية.
قبيل نشر
ملف مجلة الإيكونوميست، وقبيل نشر التقرير المفبرك في واشنطن تايمز عن صحة الرئيس،
كان أن بادرت الصحف الإسرائيلية إلي نشر مجموعة مقالات عن مسألة مستقبل مصر.. من
بينها مقالات عن الحزب الوطني وجمال مبارك.
الصحف الإسرائيلية هي التي نشرت
علي نطاق واسع النقل الحرفي والتعليقات التالية لتقرير نشر في الواشنطن تايمز حول
صحة الرئيس.
لقد تبين في كل مرة أن هذه التقارير مكذوبة برمتها.. وأنها
تفتقد معايير المصداقية.. وتخالف الأصول المهنية.. وأنها متعمدة.. وتنطوي علي سوء
نية حقيقي.. حتي لو تلا ذلك - خصوصا في المرة الأخيرة - مقال هنا أو تصريح هناك
يحاول أن يلجم تأثيرات النتائج.. ولا يلجم الفعل الصحفي نفسه.. وفي الشهر الأخير
حين تصاعدت تلك الحملة الإسرائيلية كان الرئيس في أوج تألقه ونشاطه.. والتقي عشرات
من المسئولين الدوليين.. داخل وخارج مصر.. بدءا من نائب الرئيس الأمريكي بايدن..
ووزير الخارجية الروسي لافروف.. والرئيس اليمني.. وحضور القمة الخماسية في ليبيا..
والسفر إلي الجزائر وتعزية بوتفليقة.. ولقاء الرئيس ساركوزي في فرنسا.. وصولا إلي
يوم الأحد الماضي (الكبيس) الذي قابل فيه نتانياهو وأبومازن وميتشيل ورئيس
الصومال.. بعد أن حضر حفل تخريج الكلية الفنية العسكرية.. فضلا عن حضوره جميع
احتفالات تخريج الكليات العسكرية، كما أشار بذلك السفير سليمان عواد المتحدث باسم
الرئاسة في تصريحاته عقب لقاء مبارك - جول يوم الأربعاء الماضي .
ويبقي
السؤال له وجهان: لماذا تفعل إسرائيل هذا ؟ ولماذا تفعل الصحافة الغربية المرتبطة
بشكل ما بإسرائيل ما تفعله الآن؟
بشكل مباشر أدركت إسرائيل الوله الصحفي
المصري بما يكتب في صحفها، خصوصا في الصحافة المصرية الخاصة، ومن ثم لا أعتقد أنه
يوجد أي مانع لديها في أن تستخدم ذلك في إثارة القلاقل داخل المجتمع المصري.. ولو
كان ذلك علي سبيل اختبار ردود الأفعال وقياس الاتجاهات.. وبناء المواقف بالتالي حول
المستقبل السياسي لمصر.
إن افتراض عدم توافر الدقة في المرة الأولي، لايمكن
أن يسري علي المرتين الثانية والثالثة، خصوصا أن رئيس مصر ليس رئيسا من الطراز
السوفيتي ويعمل أمام الشاشات والكاميرات علي مدار الساعة.. وبالتالي فإن سوء النية
متعمد تماما.. ولديه أهداف حقيقية.. خاصة أنه اقترن بتداخل صحفي إسرائيلي مباشر
وغير معتاد بنفس الكثافة في مسألة الشأن الداخلي المصري.. حين أعطت الصحافة
الإسرائيلية قدرا كبيرا من الزخم لمسألة عودة الدكتور محمد البرادعي إلي الساحة
المصرية.. ومحاولته قليلة الخبرة لتقديم نفسه ناشطا سياسيا مطالبا بتعديل الدستور.

فواتير واجبة السداد
لقد اعتقد الكثيرون أن مصر -
من خلال هذه الحملة المنظمة، والتي تتميز بقيادة إسرائيلية مباشرة هذه المرة - تدفع
فواتير معينة لأنها لم ترضخ لمطالب من نوع ما، كما هي القياسات في المعتاد.. غير
أنني أعتقد أن السبب الأساسي هو أن لدي إسرائيل مصلحة حقيقية في ألا تنعم مصر
بالاستقرار.. وأنه من الأفضل لها أن تستثمر أي فرصة لإثارة قلاقل داخلية وباستخدام
أدوات مصرية ساذجة.. وبما يعطي زخما لمساحات التغطية في الصحف الغربية.
هذه
محاولة فت عضد . لها أكثر من بعد . وإذا كان الإقليم في الشهر الأخير قد شهد تموجات
متنوعة.. سجلت نقاطا سلبية في مواقف القوي الإقليمية المختلفة.. باستثناء مصر.. فلا
مانع لدي إسرائيل من أن تحاول إطلاق سحب دخان تؤدي وفق ما تعتقد إلي تسجيل نقاط
سلبية في موقف مصر.. بمعني أوضح : وقعت العقوبات علي إيران ولديها مشكلتها..
وانهمكت كل من إسرائيل وتركيا في معضلة نتائج مذبحة البحر التي وقعت علي سطح
السفينة مرمرة.. تركيا عانت الحرج.. وإسرائيل لديها قائمة طويلة من الإدانات
الدولية.. فلماذا لاتتم التغطية علي هذا كله من جانب إسرائيل بأن تثير علامات
استفهام حول الأوضاع في مصر والادعاء بأنها تعاني من قلق؟

إن ما كتب في
الصحافة الإسرائيلية ليس سوي جملة في حملة تكملها جمل وعبارات أخري، في وسائل إعلام
ليست بعيدة عن الأيادي الإسرائيلية.. وقد يكون الهدف الأخير هو أن علي مصر أن تتفرغ
لأمورها الداخلية.. أو إثارة الغبار حول قدرتها علي القيام بما تقوم به في الملف
الفلسطيني.. ليس هذه المرة من أجل أن يقوم به أي من المطروحين للتنافس مع الدور
المصري.. وإنما من أجل الانفراد بالفلسطينيين.. أو علي أقل تقدير ممارسة مزيد من
المماطلة في تمرير الوقت وتعطيل الجهود.. وصولا إلي الانتخابات المصرية.. ووقتها
يكون الرئيس أوباما قد دخل في عام البطة العرجاء.. السنة الأخيرة في ولايته
الأولي.. ويا لها من فرص تفضل إسرائيل استثمارها بكل السبل!
الثقة
في الرئيس

كيف يمكن التصرف مع موقف بهذا التعقيد ؟
شخصيا
لدي ثقة هائلة في قدرة الرئيس وحكمته في التعامل مع هذه المواقف المعقدة، بل إنني
أعتقد أن قدراته الأهم تبرز في مثل هذه التحديات، وخصوصا حين تلوح في الأفق أبعاد
التآمر علي الدولة.. واستقرارها الذي هو ضمانته.. ولكني أعتقد أن إسرائيل يجب أن
تتلقي رسالة صارمة وواضحة ولا جدل فيها بشأن (سوء النية) الذي تتصرف به.. والذي
ينطوي علي فعل أحمق وخطير ولا يعبر عن إخلاص لأهداف السلام.
إن الذين
يهاجمون مصر الآن، ويحاولون الإساءة إلي صورتها، وتحويل إيجابيات حراكها الداخلي
إلي سلبيات بمعاونة تصرفات منعدمة النضج من بعض المواطنين المصريين علي الساحة
السياسية، إنما يحاولون إجبارها علي دفع الفاتورة المؤجلة منذ عام 2000، والتي
يعتقدون أنها استحقت الدفع بعد غزو العراق في عام 2003، ولم يتمكنوا من أن يطالبوا
مصر بها حتي عام 2008 .
وبقدر عدم ثقتي في النوايا الإسرائيلية، من الآن
وعلي المدي البعيد، فإنني علي نفس القدر من عدم الثقة في أن الصحف المصرية لن تواصل
الانجراف إلي النقل الأعمي من الصحافة الإسرائيلية.. حتي لو افترضنا جدلا أن المجلس
الأعلي للصحافة سوف يقوم بعملية رصد وتحليل لهذه الظاهرة.. ذلك أنني أعتقد أن الوضع
المصري الحالي سوف يبقي ساخنا ومتأججا صحفيا.. وليس سياسيا.. حتي تنتهي انتخابات
مجلس الشعب.. ومن بعدها الانتخابات الرئاسية في عام 2011 .
لكن الذي يجب أن
نوليه جهدا أكيدا، ومن الآن، علي المستويين السياس والإعلامي، تجاه ما يتم ترديده
خارجيا.

هو ثلاث أولويات لا تنفي أولويات أخري:
- مسألة تعريف العلاقة
المصرية الأمريكية.. سواء علي مستوي الداخل المصري أو علي مستوي الخارج.. إن كون
مصر صديقا للولايات المتحدة لا يعني أبدا أنها تابع.. وكون هذه الصداقة ارتقت إلي
مستوي الشراكة.. ووفقا لما قال بيان أمريكي صدر يوم الخميس بمناسبة يوم مصر الوطني
(ثورة 23 يوليو)، فإن هذه الشراكة هي حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي والدولي..
فإن هذا لا يعني أنها علاقة حلفاء.. أو أن مصر تقوم بدور الشرطي الأمريكي في
المنطقة علي حد الادعاء المنشور في الإيكونوميست.
إذا ما افترضنا التسليم
بأن مصر هي الشرطي الأمريكي كيف يمكن أن نصف إسرائيل.. وإذا كانت مصر حليفا كيف
يمكن أن تسمي أعضاء حلف الناتو الموقعين لوثائق تحالف رسمية مع الولايات المتحدة؟..
إن كون الصداقة وطيدة بين البلدين في ضوء إقرار مصر بالموازين الدولية وإقرار
الولايات المتحدة بالموازين الإقليمية.. لايعني أبدا المعني المبطن لكلمة حليف تلك
التي تتردد في الصحف الغربية كما لو أن علي مصر أن تنفذ أوامر واشنطن.
لقد
حصلت مصر علي معونات من الولايات المتحدة، قدرت بأنها ستون مليار دولار في الثلاثين
عاما الأخيرة، ولم تكن هذه رشوة مقابل السلام أو مقابل أداء دور الشرطي المزعوم..
ولكنها - بافتراض صحة الرقم - كانت علي أقل تقدير تعويضا تنمويا عما اقترفته
إسرائيل من آثار مدمرة عطلت التنمية في مصر.. بحروبها في إطار الصراع العربي
الإسرائيلي وبدعم مباشر من الولايات المتحدة.

إن مصر دولة مستقلة..
والعلاقة بين شريكين خاضت قدرا هائلا من التجارب التي يجب أن تنقلها إلي مرحلة
مختلفة.. بحيث لا يجب أن تظل هناك دوائر في واشنطن تعتقد أن من حقها أن تمارس
تحريكا للأمور في مصر بطريقة الريموت كنترول، أو أن علي مصر أن تخدم علي أجندة
إسرائيل.. لقد انتهي الاستعمار منذ زمن بعيد.. وللشعوب إراداتها.. وللدول كرامتها
وسيادتها.. ومن الواجب أن تبلغ تلك الدوائر مستوي من النضج يليق بما أعلنه الرئيس
أوباما في خطابه الأشهر في جامعة القاهرة.. وقد انبني لمن لا يذكر علي الندية بين
الأمم.
مسألة الرسوخ الدستوري في مصر.. تلك التي يتم التعامل معها في
الخطاب الصحفي الخارجي، وبما في ذلك القادم من إسرائيل، علي أنه غير موجود.. في حين
أنه أحد أهم إنجازات مبارك.. وعصره.. وشرعيته.. وما سوف يكون مكتوبا في التاريخ
باسمه.
لقد حقق هذا الرسوخ استقرارا.. وسوف يؤكده.. ويعززه.. وهو رسوخ
مؤسسي مبني علي قواعد ضاربة في عمق المجتمع ومحققة لتوازناته وملبية لاحتياجاته
ومعبرة عن ثقافته.. ومن يعتقد أن عليه أن يعيد أجندة عصر بوش إلي الوجود يكون
واهما.. ولا يريد أن يكتفي بما أحدثته تلك الأجندة من فوضي ومن ارتباك إقليمي ومن
مأساة في العراق لا أحد ممن صنعوها استطاع أن يتخلص منها حتي الآن.
هذا
الرسوخ الدستوري والبناء المؤسسي، هو الذي جعل مصر تصمد في وجه رياح عاتية للإرهاب
والتطرف، وهو بدوره الذي صان مصر من متغيرات ضربت الإقليم في السنوات العشر
الأخيرة، وهو الذي حقق حراكا ونقل مصر إلي مستويات مختلفة من الإصلاح الاقتصادي
والإصلاح الاجتماعي والإصلاح السياسي.. وأن أي فوضي يبشر بها البعض لن ترسخ هذا
وإنما سوف تعصف به.. ويدرك المصريون أين تكمن مصلحتهم وما هي النوايا المرادة
بهم؟.. وعلي كل من يعتقد أن بإمكانه أن يشعل فتيلا في استقرار مصر أن يحذر من غضبة
الشعب المصري.. فالاستقرار الذي صنعه مبارك هو أهم مكتسبات الشعب.. ولا أحد يمكنه
أن يقبل المساس بهذا الاستقرار بأي صورة.
- مسألة القضية الفلسطينية.. التي
يجب أن يدرك الجميع أنه بقدر محوريتها في العقلية المصرية.. وفي نطاق المصالح
المصرية.. وفي قائمة مقاصد السياسة المصرية.. بحيث إنه لا يمكن التنازل عنها.. في
ذات الوقت الذي لا تتم فيه المتاجرة بها من قبل القاهرة.. بقدر هذا فإن علي الجميع
أن يدرك خطورة تأثير هذه القضية علي توجهات الشعوب وعلي إحساسها بالظلم.. وأنها
مفتاح بلوغ الاستقرار.. ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما امتدادا إلي عمق غرب آسيا
وما يقترب من وسطها.. وبما في ذلك بالطبع جنوب أوروبا.
إن المماطلة في
القضية لن تؤدي إلا لمزيد من التطرف. وأي ممن يسعون إلي إهدار الحقوق.. إنما يذهبون
بخطي حثيثة نحو حقبة جديدة من الإرهاب الذي كوي العالم.. وصمود مصر في هذا الاتجاه
ضد المماطلة لن تثنيه عمليات عابثة للصحافة الإسرائيلية أو غيرها.. حتي لو كان غطاء
الكلام هو الوضع السياسي في مصر.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجدي نابلس
نائب مدير المنتدي
نائب مدير المنتدي
مجدي نابلس


ذكر
تاريخ التسجيل : 29/04/2010
عدد المساهمات : 3472
نقاط : 4375
السٌّمعَة : 2

مؤامرة السيطرة علي مصر في شهر الثورة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مؤامرة السيطرة علي مصر في شهر الثورة   مؤامرة السيطرة علي مصر في شهر الثورة Emptyالسبت أغسطس 14, 2010 2:22 am

مؤامرة السيطرة علي مصر في شهر الثورة 1782027920369092027
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مؤامرة السيطرة علي مصر في شهر الثورة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 25 يناير الثورة المصرية في يوم الغضب
» الشهيد اسلام بكير شهيد الثورة .....
» الشهيد كريم بنونة شهيد الثورة ....
» الجيش يؤكد انحيازه لمطالب الثورة ويحذر من عناصر مدسوسة
» أعضاء الحركات الاحتجاجية بـ«التحرير» يشكلون تحالف «ائتلاف شباب الثورة المصرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الـــعـــــــــالــم الــعـربــى  :: ـمـــــــــنــــــتــــــديــــــات الــــعـــالـــم الــعـــربــى الــســـياســـيــــه :: خـــــــــــــــــــط احــــــــــــــمــــــــــــــــــر-
انتقل الى: