"[center][center]سيد أبو حفيظة - المفتش كرومبو - د. محمد البرادعي - جمال مبارك - الممثل عادل إمام
- الشيخ محمد حسان - الممثل أحمد السقا - الداعية عمرو خالد - رئيس المخابرات عمر سليمان - الكابتن
حسن شحاتة - د. أيمن نور".
هذه الأسماء التي تنتمي لتخصصات مختلفة وغيرها العشرات التقت ربما للمرة الأولى على صفحات الموقع
الاجتماعي الشهير "فيس بوك" كمرشحين من قبل رواد الموقع لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة في نوفمبر 2011.
ومن هذا المنطلق دشن رواد "فيس بوك" مئات المجموعات على الموقع، بعضها تم تدشينها بشكل
جدي، والآخر بغرض السخرية من الأوضاع القائمة.
أطرف هذه المجموعات تلك التي حملت عنوان "انتخبوني رئيسا للجمهورية"، بتوقيع سيد أبو حفيظة،
وهو شخصية إعلامية كوميدية صاحب برنامج "نشرة أخبار الخامسة والعشرون".
وعلى الصفحة الرئيسية للمجموعة سرد أبو حفيظة برنامجه الانتخابي، الذي تضمن خليطا من المطالب الفعلية التي يحتاجها الشعب مثل توزيع الأراضي على الشباب، وغلق محال الخمور، وتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة، والهزلية مثل: المطالبة بإعدام الحكومة القديمة في ميدان عام، وصرف 500 مليون متر من القماش الفاخر لتغطية السيدات والممثلات والمغنيات العرايا،
وغلق نادي الزمالك ونفي المطرب تامر حسني خارج البلاد.
لم يكن أبو حفيظة هو فقط الشخصية التي تم الترويج لها على "فيس بوك" من منطلق السخرية كرئيس لمصر،
وإنما نافسه على نفس المنصب المفتش كرومبو، وهو شخصية كارتونية تقدم برنامج مسابقات هاتفية من طراز "0900".
وعلى صدر الصفحة الرئيسية لحملة كرومبو التي انضم إليها نحو مائة مشارك قال مؤسسها: "بنحب كرومبو وعبقريته الرهيبة في حل الألغاز.. وأكيد كلنا معجبين بحكمته الشديدة وحنكته وقدرته على إدارة الأزمات، وحسن التصرف في المواقف الصعبة، لهذا فهو أصلح من يقود البلاد في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، وأكيد الوضع مش هيكون أسوأ من كده لأن ببساطة ده أسوأ وضع ممكن! ليكن شعارنا في المرحلة القادمة.. نعم لكرومبو".
الفن والدين والرياضة
ومن الوسط الفني طرح زوار الموقع الممثل أحمد السقا مرشحا للرئاسة؛ حيث تم تدشين حملة شارك بها ما يزيد
عن مائة عضو تحت اسم "أحمد السقا رئيسا لمصر 2011"، بينما دشن آخرون حملة مشابهة للممثل عادل إمام
جاءت تحت عنوان "معا لنجعل عادل إمام رئيسا لمصر".
ومن الوسط الرياضي اختار رواد للموقع حسن شحاتة، المدير الفني لمنتخب مصر لكرة القدم، مرشحا للرئاسة.
حقل الدعوة كان حاضرا أيضا بين هذه المجموعات، حيث ظهرت مجموعات مؤيدة لترشيح الداعية عمرو خالد أبرزها مجموعة
"نطالب بترشيح المواطن المصري عمرو خالد رئيسا لمصر 2011"، وشارك في هذه الحملة ما يزيد عن أربعة آلاف شخص
كما تم تدشين مجموعة "ترشيح عمرو خالد رئيسا لمصر 2011"، والتي انضم لها قرابة 1200 عضو.
وفي الوقت الذي زاد فيه عدد المجموعة التي تطالب بمبايعة مفتي مصر علي جمعة رئيسا للبلاد على 500 شخص
دخل الداعية السلفي محمد حسان سباق الرئاسة في وقت متأخر عبر مجموعة تحمل اسم:
"حملة مبايعة فضيلة الشيخ محمد حسان لرئاسة الجمهورية".
السياسةوإضافة للشخصيات الكوميدية والفنية والدينية فإن الأسماء السياسية والعلمية المرشحة لرئاس
مصر عبر "فيس بوك" تتضاعف يوما بعد يوم.
ومن أشهر تلك الأسماء: "أيمن نور"، مؤسس حزب الغد، و"عمرو موسى"، الأمين العام لجامعة الدول العربية
و"حمدين صباحي"، النائب البرلماني ومؤسس حزب الكرامة (تحت التأسيس)
و"عمر سليمان"، رئيس جهاز المخابرات المصرية، و"د. أحمد زويل"، العالم الحاصل
على جائزة نوبل، والقيادي الإخواني "جمال حشمت".
كما ظهرت أسماء جديدة لم تكن مطروحة من قبل مثل علاء مبارك، النجل الأصغر للرئيس المصري
الحالي "حسني مبارك"، وخالد جمال عبد الناصر، نجل رئيس مصر الذي رحل عام 1970.
ورغم كثرة هذه الأسماء السياسية فإن المنافسة الأكبر تكاد تنحصر على صفحات الموقع بين جمال مبارك
النجل الأكبر للرئيس المصري، ود. محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
فقد بلغ عدد المشاركين في مجموعة جمال مبارك التي تحمل اسم "عايزيك.. طالبينك.. مفيش بديل غيرك"
إلى نحو 4500 عضو، بينما زاد عدد الأعضاء في مجموعة "الحملة الشعبية المستقلة لترشيح ودعم البرادعي
من أجل رئاسة مصر في 2011" إلى ما يزيد عن ستة وعشرين ألف مؤيد.
كما تأسست مجموعة جديدة خلال الأسبوع الماضي بلغ عدد أعضائها 650 عضوا تطالب بأن
يقوم أكثر من 51% من الشعب بعمل توكيل للبرادعي لتفويضه في تعديل الدستور.
ويدور الجدل في مصر حول شخص الرئيس القادم نظرا لأن الرئيس مبارك سيكون عمره
وقت إجراء الانتخابات المقبلة 83 عاما.
"قلة الوعي"وفي تعليقه على هذه المجموعات أشار د. نبيل عبد الفتاح، مساعد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية
والإستراتيجية بالقاهرة، في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن "الإنترنت أصبح ساحة واسعة لأقصى
وحول مدلولات هذه المجموعات الساخرة أكد د. نبيل أنها: "تدل على بروز اتجاه عريض يرى أن عملية الترشح
لرئاسة الجمهورية أمر صعب للغاية في ظل الاشتراطات الدستورية الحالية، كما تشير في ذات الوقت إلى ضعف
الوعي لدى الشباب الذين يؤسسون أو يشاركون في مثل تلك المجموعات".
وقال إن: "ظاهرة طرح أسماء غير واقعية مثل سيد أبو حفيظة والمفتش كرومبو يمكن وضعها في إطار المحاكاة الساخرة
الذي أضافته مرحلة ما بعد الحداثة، وبالتالي فهذه الظاهرة ليست في الحالة المصرية فقط، وإنما في العالم أجمع،
ويمكن متابعتها في كل المواقع والمدونات المتعلقة بمجريات الفن والثقافة والسياسة".
ويرى مراقبون أن ترشيح هذه الأسماء الخيالية يعد نوعا من التذمر على الواقع الصعب بالهروب إلى عالم افتراضي
خال من القيود التي تحبس أحلامهم المتعلقة بوطنهم.
[/center]
[/center]