القفـا العربي .. !!

القفا العربي ..

الساحر المسحور الأصفر الواضح، المتقبل الإهانات من كل الاتجاهات، حمال الأسية، المذلول، الطيب الهادي الوديع الصابر المتلقي الصفعات في كل الأوقات، المنهوش، الملطوع، العريض، التخين، المسكوك الذي لا يوجد مثله في الوجود، المنقوش عليه من جميع الغازين والفاتحين والسارقين والهباشين، وصفعته ولطعته صك المرور وتأشيرة النجاح والنقش علي جدران التاريخ، المنسي في أبيات الشعر العربي وقصص الرواة وحكايات الجدات، الممتد من الخليج للمحيط، ندباته ولطعاته وصفعاته واضحة، لم تمحها عوامل النحت أو التعرية أو الإخفاء أو عمليات التجميل أسفل الياقات والعمائم والتلفيحات، من فرس ورومان وإنجليز وبرتغال وفرنسيين وألمان وإسرائيليين، وأخيرا - وليس آخراً - من الأمريكان، لكن من الواضح أن القفا العربي وقع في غرام الصفعات واللطعات الأمريكية،
حيث إنها لطعات سريعة- كشرائح الهامبرجر- ومؤثرة وموجعة، ولا أعرف لماذا يكتفي القفا العربي بالنظر علي صافعه ولاطعه فقط، دون أن يمسك في تلابيبه وخناقه أو رد اللطعة والصفعة، وهذا هو رد الفعل الطبيعي لأي ملطوع علي قفاه، لكن القفا العربي وما يكاد يتلقي اللطعة حتي يضع يده علي قفاه ويتحسس اللطعة ثم يبدأ في التأوه والبكاء، لكنه أبداً لا يرد الصفعة أو اللطعة، وهو ما يجعلني أتحسس قفايا دائماً، وأعرف أن لطعة القفا ما هي إلا تمهيد مبكر للشلاليط ثم الخوزقة وهي أوجع وأشد، لكن تظل اللطعة هي ما نتذكره دائماً، فهي بداية المعركة وعنصر المفاجأة بها أساسي، وبالطبع يصاحبها لوي الفم وهو يلفظ: يا ابن الكلب، حتي ولو تم ضربك بعد ذلك علقة ساخنة، نظل نتذكر لطعة القفا، لذلك لا ننسي اللطعة علي القفا الأمريكي، والتي تمت مرتين خلال المائة عام الماضية، في بيرل هاربر عندما فعلها اليابانيون خلال الحرب العالمية الثانية، وفي برجي نيويورك الشهيرين، وقد كانت لطعة قفا مبهرة ملعوبة، أعجبت الجميع وسحرتهم ولا أحد يستطيع أن ينساها، لكن الغريب بعد هذه اللطعة علي القفا الأمريكي، فإن العملاق أو العفريت يخرج من القمم، حيث يبدأ في البحث عمن لطعه- ولا يجلس يتحسس قفا فقط ويتأوه - وعندما لا يجده يبدأ في التلويش، وهو ما فعله الأمريكان، حيث إن تلويشهم الغبي مازال مستمراً في أفغانستان ثم العراق، وسوف يطال إيران وكوريا قريبا، ولا ننسي أن حذاء الصحفي العراقي ( منتظر الزيدي ) كان بسبب أن- بوش أفندي الزفت - بعد كل الخراب الذي حدث في بغداد، يقف وهو يضحك في عبط وسذاجة ويقول: لقد أخطأنا، حيث لا يوجد أسلحة نووية في العراق، لكن المدهش في الأمر هو نوع السياسة التي يتبعها القفا العربي، فنجده يتبع سياسة: اللي ميحوجكش الزمان لوشه، بكرة يحوجك لقفاه، حيث يبتسم القفا العربي لجميع الكفوف التي تصفعه وتهبط عليه، ولا يفكر الكف العربي: أن يرد أي لطعة أو صفعة لأنه كف مؤدب مغطي بقفاز الخجل والحياء والتربية والأخلاق العالية، لذلك يكتفي بالشكوي فقط، علي اعتبار أن القفا العربي يستحمل كتير قوي، لذلك يردد دائماً: لولاك يا لساني ما انسكيت يا قفايا، حيث إن أخطاء وتجاوزات اللسان هي ما يتحملها القفا، لكني أجده مع السياسة الإسرائيلية يقول: خدنا إيه من وشك عشان تدينا قفاك؟! ولكني أتمني - وليس بعيداً علي الله - أن يرد عليها الكف العربي بكف أكتوبري قوي وهو يقول: سيب حبيبك علي هواه، ولما ييجي إديله علي قفاه، لكن القفا العربي يتبع سياسة ( نائمة ) وهي أن بوس القفا يعلم الوفا، وهو ما يبين مدي أهمية القفا عند العرب ليصبح هو ميثاقاً وعهداً للمحبة والرضا والوفاء، فتكون بوستك للقفا أكبر دليل علي وفائك لصاحبه، وهذه نصيحة كبيرة، حيث تتبدل القبلات إلي لطعات وصفعات، والآن يحتاج القفا العربي إلي طبيب وجراح ومداو ماهر، كي يستطيع أن يخيط ويرتق ويلحم ويخفي كل التمزقات والجروح والندبات، وإلي حلاق شيك (مزّين ) يهذب ما تبقي فيه من شعر وهالوك وكرامة وطفيليات وتمهيد صخور وقشط حبيبات الرمال، وكل ذلك لن يكون إلا بأشخاص يفهمون طبيعته وما يحتاجه من جلد جديد وقوي وناعم كي يستحمل ما ينهمر عليه من صفعات ولطعات مستقبلاً.. آه يا قفايا ياني يا أمه.

موضوع متميز
من جديد الي جديد ومن مفيد الي مفيد
بسم الله ماشاء الله موضوع متميز ورائع

» مين هـي او هو قمر 14 العالم العربي
» الاعضاءالرائعــــــــــــــــــون فى الـعــالم العربي
» الحلم العربي
» حزب مصر العربي الاشتراكي
» ܓ܏ܛܜ.:. مليون رد فى العالم العربي .:. ܔܓ܏ܛܜ