هدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بعدم الاعتراف بنتيجة استفتاء تقرير جنوب البلاد في حال إجرائه في أجواء غير حرة ونزيهة، في حين قالت مسؤولة أميركية رفيعة إن السودان قد يواجه تبعات دولية إذا فشل في التاسع من يناير/كانون الثاني القادم في ترتيب استفتاء "صحيحٍ" بالجنوب.
واتهم حزب المؤتمر شريكه في الحكم الحركة الشعبية لتحرير السودان بالتضييق على الحريات في الجنوب وعدم السماح للأحزاب الأخرى بالعمل في بعض ولايات المنطقة.
وقطع مقرر لجنة استفتاء الجنوب بالمؤتمر الوطني محمد بابكر بريمة في مؤتمر صحفي بعدم إجراء الاستفتاء إذا لم تسمح الحركة الشعبية للآخرين بالعمل في الجنوب.
وقال عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني علي تميم فرتاك إن حكام ولايات غرب وشمال بحر الغزال وجونقلي لم يسمحوا لوفود المؤتمر الوطني والأحزاب الجنوبية المتحالفة معه بالعمل من أجل الوحدة.
وفي نفس السياق قال رئيس الجبهة الديمقراطية لجنوب السودان وممثل الأحزاب الجنوبية في التحالف مع المؤتمر الوطني ديفد ديشان إن حزبه لن يعترف بنتيجة الاستفتاء في حال إجرائه في أجواء غير جيدة.
وتمثل هذه التصريحات جزءا من الخلافات المتصاعدة بين شريكي الحكم في السودان سواء فيما يتعلق بترتيبات الاستفتاء أو بقضايا عالقة كالثروة وترسيم الحدود، مما انعكس سلبا على اللجان المشتركة كلجنة الترتيبات الأمنية التي عقدت أمس في الخرطوم رابع لقاء لها.
استفتاء صحيح
في الأثناء قالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس متحدثة أمس في نيويورك إن واشنطن أبلغت السودان أنه سيحسّن علاقاته مع الولايات المتحدة إذا كانت نتائج الاستفتاء "صحيحة"، لكنها قالت أيضا "كنا واضحين في إبلاغهم بأنهم إذا فشلوا في إنجاز الاستفتاء ستكون هناك تبعات" على المستويين الأحادي والمتعدد الأطراف كما قالت.
وطلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من حكومة السودان استدراك التأخر المسجل في التحضيرات، في لقاء أمس بنيويورك مع علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني، أكدت فيه الحاجة إلى عملية تصويتٍ جيدة التنظيم وسلمية.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن كلينتون أبلغت عثمان طه أن مثل هذه الخطوات ستحسن علاقات السودان بالولايات المتحدة، التي تصنف هذا البلد راعيا للإرهاب وتسلط عليه عقوبات بسبب ذلك.
وسيشارك عثمان طه ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت الجمعة في مؤتمر أممي في نيويورك يبحث وضع السودان, ويحضره الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعيين الرئيس التنزاني السابق بنجامين مكابا رئيسا للجنة أممية تشرف على استفتائيْ السودان، وهما استفتاء الانفصال والاستفتاء الذي يبت في تبعية منطقة أبيي.