كفانا «شخصنة» للموضوع

الشباب الذى خرج يوم ٢٥ يناير، فى ميدان التحرير، وفى غير ميدان التحرير، خرج من أجل بلده مصر، ويجب على الشباب نفسه، الآن، أن يعود من الشارع، من أجل مصر أيضاً، اقتداء بالنحاس باشا، الذى قال حين قرر إلغاء معاهدة ٣٦: «من أجل مصر وقّعتها، ومن أجل مصر ألغيتها».
فالرئيس مبارك حكم البلاد من عام ٨١ إلى اليوم، وكانت له على امتداد هذه السنين، إنجازات، بمثل ما كانت له إخفاقات، ولذلك، فما يتعين أن ننتبه إليه فى هذه اللحظة، هو ألا تتحول الإنجازات إلى إخفاقات.. وإلا.. فما معنى أن يعود الدولار خلال مدة التظاهر إلى السوق السوداء، بعد أن كنا قد قضينا عليها تماماً.. وما معنى أن يتوقف الاستثمار الخارجى، ثم يترقب فى انتظار قرار المجىء إلينا، أو عدم المجىء، فى الوقت الذى نعلم فيه جميعاً أن القضاء على البطالة، التى خرج المتظاهرون فى أول أيام التظاهر، منددين بارتفاعها، مرهون بمجىء الاستثمار، وانتعاشه، واستقراره، وإحساسه بالأمان وهو يتحرك.
على الشباب الذى خرج للتظاهر، أن يتذكر جيداً، أنه عندما خرج فى اليوم الأول، كان يطلب فرصاً من العمل، وكان يطلب الحد من ارتفاعات فى الأسعار، وكان يطلب ملاحقة الفساد.. وكان.. وكان.. ولم تكن هناك مطالب سياسية على قائمة مطالبه.
والآن، حين نستعرض ما تم اتخاذه، من جانب الرئيس، منذ اليوم الأول، ابتداءً من تكليف الدكتور أحمد شفيق بتشكيل حكومة جديدة، وانتهاء بتعيين عمر سليمان، نائباً لرئيس الجمهورية، ومروراً بتعديل المادتين ٧٦ و٧٧ من الدستور، سوف نكتشف نحن والشباب فى آن واحد، أن ما كان مطلوباً قد تحقق، وأنه إذا كانت هناك أشياء لم تتحقق، فإن باب الحوار حولها مفتوح، دون مصادرة على أى مطلب.
شباب ميدان التحرير يجب أن ينتبه جيداً إلى أن كثيرين يحاولون السطو على مطالبه المجردة من الهوى، وأن على رأس هؤلاء الذين يحاولون السطو، جماعة الإخوان، وجماعات أخرى، لذلك، فالانتباه إلى ذلك، وإلى خطورته، مطلوب، وضرورى.
وليس هناك طريق لتفويت الفرصة على الذين يحاولون السطو، إلا أن يعود المتظاهرون من الشباب، إلى بيوتهم، وسوف يعودون والحال كذلك، منتصرين.. أما التمادى فى التظاهر، فهو مسألة لا معنى لها، ولا جدوى منها، كما أن «شخصنة» الموضوع كله فى «مبارك» تحديداً، أمر لا لزوم له، ولا يجوز أن يستمر!

ماشاء الله ...

بارك الله فيك ....

طرح رائع ومميز

الله لا يحرمنا من مواضيعك القيمة

دمت بكل الود

تقبل مروري

في حفظ الله ورعايته

مجدي .