لم يأتوا من تل أبيب

إجلاء المتظاهرين من ميدان التحرير عملية خاطئة مائة فى المائة، لأن الذين تظاهروا فيه، اعتراضاً على الرئيس مبارك، من حقهم أن يعترضوا، ومن حقهم أن يفعلوا ذلك فى ميدان التحرير، ومن حقهم أيضاً أن يظلوا هناك لأى فترة بشرطين اثنين: ألا يتجولوا من الميدان إلى أماكن أخرى، فى ساعات حظر التجول، وألا يعطلوا الناس عن المرور ذهاباً إلى قضاء مصالحهم. والذين تظاهروا فى ميدان مصطفى محمود، تأييداً للرئيس، من حقهم فى المقابل أن يفعلوا ذلك، دون أى تحرش من أى نوع بالمعارضين.. فالذين يعارضون رئيس الدولة مصريون وطنيون، والذين يؤيدونه مصريون وطنيون، والفريقان يتظاهرون فى ميادين مصرية، وليس من حق أى فريق، على الإطلاق، أن يصادر على حق الآخر، فى أن يعلن رأيه صراحة، وفى حرية كاملة.
على القوات المعنية، سواء كانت جيشاً أو بوليساً، أن تترك المتظاهرين فى أماكنهم، سواء كانوا معارضين أو مؤيدين، وعليها بعد ذلك، أن تحميهم فى الحالتين، وأن تمدهم بما يأكلونه ويشربونه ويتقون به البرد، وأن تمنحهم الحرية كاملة غير منقوصة، فى التعبير عما يريدونه، مادامت المظاهرات سلمية، لا اعتداء فيها على أى مال عام أو خاص، ومادام المتظاهرون ملتزمين بالشرطين اللذين أشرت إليهما حالاً.
وليس من حق الحكومة، ولا أى جهة فى الدولة، أن تضيق من وجود المتظاهرين فى أماكنهم، وميادينهم، سواء ظلوا هناك يوماً، أو يومين، أو أسبوعاً، أو شهراً، أو حتى شهوراً.. لا.. ليس من حق الحكومة أن تضيق بهم، ولا أن تفكر بالتالى فى خنقهم، أو مطاردتهم، أو ملاحقتهم، لأنهم فى الحالتين مصريون كما قلنا، وسوف نظل نؤكد ونقول!
وجود خمسة آلاف، أو عشرة آلاف مصرى فى الميدان، اعتراضاً أو تأييداً، لن يقرر مصير ٨٥ مليون مصرى على امتداد ٢٩ محافظة، ولذلك، فإنهم، أى المتظاهرين سلمياً، أياً كان عددهم، من حقهم تماماً أن يتمتعوا بالأمن، فى مواقعهم، وألا نتعامل معهم أبداً، على أنهم خصوم أو أعداء!
المتظاهرون، للمرة العاشرة، ليسوا إسرائيليين جاءوا من تل أبيب، لاحتلال ميدان مصرى، وإنما هم مصريون ملأوا ميداناً مصرياً، هنا أو هناك، وليس لأحد أن ينازعهم فى هذا الحق، أياً كان المبرر!
ثم إن على المتظاهرين، خصوصاً المعترضين منهم، أن يتعاملوا مع ما جاء فى خطاب الرئيس، مساء الثلاثاء، على أنه صادق إلى أن يثبت العكس، وإلى أن نتبين مدى صدقه من عدمه، وإذا تبين لنا فيما بعد أن الرئيس كان يغرر بنا، فالميدان موجود للتظاهر من جديد، ولن يهاجر من البلد.

ماشاء الله ...

بارك الله فيك ....

طرح رائع ومميز

الله لا يحرمنا من مواضيعك القيمة

دمت بكل الود

تقبل مروري

في حفظ الله ورعايته

مجدي .

» تل أبيب .. الأرض الفلسطينية المسلوبة .. !!
» زيارة الرئيس الأمريكي لتل أبيب من المحتمل قريبا
» القضاء يبدأ محاكمة «جواسيس تل أبيب» ١٥ يناير وأجهزة الأمن تتحرى عن عملاء جدد للموساد