فلسفة الإدارة عند الإسلاميين

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أسره العالم العربي
أخذت الإدارة حيزا واسعا من فكر وسلوك العمل والحركة في الحياة ، ومن الطبيعي أن يتأثر بذلك العمل الإسلامي أفرادا أو مؤسسات فهم جزء من التركيبة يؤثرون ويتأثرون .

وواقع الإدارة كما أنه مليء بالصور الرائعة ففيه صور أخرى شوهت مظهره وأسأت إلى سمعته.

فهل لدى الإسلاميين ما يميزهم عن غيرهم ويضفي عليهم خصوصية معينة ؟!!

أم أن تلك الصور السلبية توجد عند الإداريين من الإسلاميين وفي المؤسسات الإسلامية كما هي عند غيرهم ؟

وبنظرة سريعة إلى الواقع الإداري عموما أول ما تلمح عجز بعض التصرفات وضيق بعض التصورات حول الإدارة فاختزلتها في جزئية معينة أو بعض جزئيات هنا أو هناك ، مما يدفعنا إلى السؤال بداية : هل تكرر أو بالأحرى هل نُقل هذا الاختزال إلى الإسلاميين أشخاصا أو مؤسسات ؟!

بعدها تجد أصنافا عديدة تنبأ عن حالة مرضية تختلف نسبة الإصابة بها باختلاف المواقف والمواقع فهناك من ظن الإدارة أن يكون الشخص ذا هندام وهيئة ولو مُتكلّفة، وأنها مكتب فخم وبأرقى موديلات الأثاث المكتبي ولو دَينا ومن بنك ربوي ، وأن من لوازم الحزم الإداري ألا تبتسم للفرّاش ، ولا تأكل مع السائق ، ولا تمزح مع السكرتير ، ولا تقل شكرا لعامل أنجز مهمة .

ويثير ضحكتك من يحسب الإدارة أن تعتذر عن استقبال المراجعين بالانشغال - طبعا من غير شغل - فقط ليشعر الآخرين أنه منشغل ، ومثله من يؤجل موعدا ويشدد في تأريخ لقاء ليثبت أن جدوله مزدحما وحقيقته أنه غارق في فراغ ومشغول بأمور ثانوية إن لم تكن تافهة.

ومن المضحك المبكي أن تجد من حفظ مجموعة من المصطلحات الإدارية بلغة أجنبية يرطن بها دخولا وخروجا بحاجة أحيانا وبلا حاجة غالبا ليوهم من حوله أنه أستاذ الإدارة وخبيرها .

ويؤلمك من جعل من الترقية الإدارية حاجزا بينه وبين زملائه وإن كانوا بالأمس القريب أعز الأصدقاء وزملاء العمر .

وتعجب ممن يتخذ من موقعه الإداري ومن صلاحياته سلاحا شخصيا يصفي به حساباته ويهدد من حوله بعيدا عن أي معايير مهنية أو أخلاقية ، ويزداد تعجبك ممن يقلب ظهر المجن في وجه زميل عزيز وصديق قديم بمجرد حصوله على ترقية أو حتى على منحة سفر لمهمة مؤقتة.

وكم تجد في سوق العمل من شخصيات غيرتهم المواقع الإدارية والرتب وأصبح شيئا آخر يختلف عما كان عليه قبل تلك الترقية والرتبة .

وأخفهم وطأة من يفهم الإدارة فهما حرفيا مُملا يحاسب على النقير والقطمير دون أي اعتبار لظروف وأحول الشخص ووقت وزمان المهمة .

وأسوأ حالا من هؤلاء من جعل الإدارة غاية في ذاتها فلا يخرج عن التعليمات الإدارية قيد أنملة وإن كانت المصلحة ظاهرة بينة في مخالفة القرار أو التعليمات ولا يفهم أن الإدارة بحقيقتها وسيلة لتحقيق الأهداف يمكن تعديلها وتغيرها بحسب المصلحة .

هذه إشارات لنماذج منثورة هنا وهناك وبها نستدل على غيرها لتعطينا لقطة من صور مغلوطة عن الإدارة .

وسؤالي : هل هذه الصور ومثيلاتها توجد في العمل الإسلامي ؟ أم أن الحال تغير وأُخذوا منها الصالح والنافع واستفادوا الفائدة المرجوة دون الوقوع في أخطاء الآخرين ؟

وبلغة أوضح : هل تميزت إدارة الإسلاميين عن غيرهم؟ وهل أفكارهم ومبادئهم وقيمهم وأخلاقياتهم التي يريدون نشرها في المجتمع ؛ هل ظهرت في سلوكهم الإداري ؟!! وقبل ذلك : هل مرت قوانين وقواعد الإدارة في ( فلتر) القيم والأخلاق التي يحملها الإسلاميون ليخرج من بين فرث الفوضوية ودم المستورد منهجا خالصا سائغا يقود إلى صلاح الدنيا والآخرة ؟!! أم أن الإدارة شيء آخر لا يقبل ذلك !!؟؟؟

وباختصار : إننا بحاجة إلى أن تبرز صورة الإدارة عند الإسلاميين تنظيرا وتطبيقا بما يوافق قيمهم وقواعد أخلاقهم ومنهجهم في التغيير ، والمحك الميدان والمواقف ستتحدث عن نفسها .

ومما لا بد من ذكره هنا أن العمل الإسلامي مازال بحاجة لمتخصصين في الإدارة وبدرجة عالية من الاحتراف تنظيرا وتطبيقا وتدريبا ، ولكن مع هذه الحاجة الملحة نحتاج إلى لفت انتباه المتخصصين والساعين إلى التخصص الإداري من الإسلاميين إلى أن تخصصهم الإداري لا يسوّغ لهم أن يتدخلوا في تخصصات غيرهم فلا يقبل منهم أن ينقلبوا في دوراتهم ولقاءاتهم وممارساتهم الإدارية إلى مفتيين شرعيين ومفكرين إسلاميين دون أي مؤهل أو تحصيل يشفع لهم هذا التدخل

وأخيرا : ما أحوجنا إلى إداريين مبرزين يقفون على رأس العمل وقد جمعوا بين فن الإدارة ولباس الصلاح والتقوى .

نسأل المولى الكريم – سبحانه - أن يتولى صلاح أحوالنا والحمد لله رب العالمين

فلسفة الإدارة عند الإسلاميين W6w_w6w_20050426023818f4de3672

ماشاء الله ...

بارك الله فيك ....

طرح رائع ومميز

الله لا يحرمنا من مواضيعك القيمة

دمت بكل الود

تقبل مروري

في حفظ الله ورعايته

مجدي .

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمات الشكر تعجز عن التعبير فعلا

اشكرك جزيل الشكر على تفاعلك الواضح و الراقي الذي ان دل على شي

فإنه فعلا يدل على انك مبدع أ/ مجدى نابلس

طرحك مميز بالفعل سلمت اناملك فى العالم العربي

دمت لنا فى العالم العربي بكثيرا من التقدم والازدهار

تحياتى من كل قلبي وننتظر المذيد من الموضيع المميزه

سعدت بموضوعك دمت بكـــل خير

أحترامى الشديد ؛؛؛؛ قاضي المنتدى